كيف يمكنك أن تفكر ؟


لقد قرأت رواية التحول لكافكا، هذه الرواية التي تغلغلت فكرتها حتى عند من لم يقرأها، وبالحقيقة لقد قرأت قبل سنوات اولى صفحاتها وتركتها.
لقد فهمت ما الذي حصل لغريغور عندما أستيقظ صباحًا ولكنني لم اقرر متابعة مصيره.
غريغور الذي تركته يعاني مع مااصابه دون ان أعرف كيف تجاوز أساه.
غريغور الذي بقي بين امل العودة ويأسه من عدم الفهم.
غريغور الذي بصعوبة وضح مايريد قوله ولكنه بدا صوته كأي حيوان لا يفهم مايقوله. لكنه فكر وفكر كثيرًا كيف يتأقلم مع الشكل الذي أصبح عليه بينما فكر ذلك كأنسان، تحركاته كانت تبدو يفكر كحشرة.
ومادفعني للغوص مابين سطور هذه القصة الرمزية، التي تكشف كيف يمكن للمرء أن يجد نفسه في لحظة ما أنه مخذول، معزول لسبب لا يعرفه بعدما كان الجميع يتكأ عليه.
غريغور الذي فكر بالجميع أكثر من نفسه، وعلى مايبدو سمح لمخاوفه أن تطمسه بشكل حيوان غريبًا بد لمحبيه، بعدما كان حافزًا وداعمًا لأحلامهم، أصبح حشرة تشعرهم بالتقزز. كان يفهم متطلبات كل واحد من عائلته ولكنهم لم يعدو يفهمونه وحتى أنهم لم يتعرفوا عليه.
لذا غريغور لم يكن خياليا بل قد تكون فكرة قابعة بتفكيرنا ويمكننا أن نواجه في حياتنا مثلما واجه غريغور حتى وأن لم نتحول إلى حشرة.

– من قراءات شهر شباط

غصون الشذر | ٢٩ شباط ٢٤

أضف تعليق